فلما كان اليوم الثالث اقبل ابو بكر رضي الله عنه حتي وقف بالباب وقال :' السلام عليكم يا اهل بيت الرحمه هل الي رسول الله من سبيل
فلم يجيبه احد فتنحي باكيا .
- فاقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب وقال : السلام عليكم يا اهل بيت الرحمة هل الى رسول الله من سبيل؟'
فلم يجيبه احد فتنحى باكيا .
- فاقبل سلمان الفارسي حتي وقف بالباب وقال : السلام عليكم يا اهل بيت الرحمة هل الى مولاي رسول الله من سبيل؟'
فاقبل يبكي مره ... ويقع مره ... ويقوم اخرى ... حتي اتى بيت فاطمه ووقف
بالباب ثم قال : السلام عليكي يا ابنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) '
وكان علي رضي الله عنه غائبا
فقال ' يا ابنة رسول الله ... ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) قد احتجب عن الناس فليس يخرج الا الي الصلاه فلا يكلم احدا ولا ياذن لاحد في الدخول '
فاشتملت فاطمه بعباءه قطوانيه واقبلت حتى وقفت على باب رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)) ثم سلمت وقالت فاطمه : يا رسول الله انا فاطمه '.....
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم)) ساجدا يبكي فرفع رأسه
وقال صلى الله عليه وسلم) :' ما بال قرة عيني فاطمه حجبت عني ؟ افتحوا لها الباب '
ففتح لها الباب فدخلت فلما نظرت الى رسول الله بكت بكاءا شديدا لما رأت من حاله مصفرا متغيرا قد ذاب لحم وجهه من البكاء والحزن
فقالت :' يا رسول الله ما الذي نزل عليك؟'
فقال :' يا فاطمه جاءني جبريل ووصف لي ابواب جهنم واخبرني ان في اعلي بابها اهل الكبائر من امتي فذالك الذي ابكاني واحزنني '
قالت :' يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!'
قال :' بل تسوقهم الملائكه الي النار وتسود وجوههم وتزرق اعينهم ويختم على افواههم ويقرنون مع الشياطين ويوضع عليهم السلاسل والاغلال '
قالت :' يا رسول الله كيف تقودهم الملائكه ؟!'
قال:' اما الرجال ... فباللحي واما النساء فبالذوائب والنواصي
- فكم من ذي شيبة من امتي يقبض على لحى وهو ينادي وا شيبتاه وا ضعفاه .
- وكم من شاب قد قبض علي لحيته يساق الي النار وهو ينادي وا شباباه وا حسن صورتاه .
- وكم من امرأه من امتي قد قبض علي ناصيتها تقاد الي النار وهي تنادي وا فضيحتاه وا هتك
ستراه '·'
فيقول لهم مالك :' يا معشر الاشقياء من انتم ؟'
·(وروي في خبر اخر) انهم لما قادتهم الملائكه
قالوا :' وا محمداه فلمارأوا مالكا نسوا اسم محمد من هيبته.'
فيقول لهم :' من انتم؟'
فيقولون :' نحن ممن انزل علينا القرآن ونحن ممن يصوم رمضان.'
فيقول مالك :' ما انزل القرآن الا علي امة محمد
·فاذا سمعوا اسم
محمد صاحوا : نحن من امة محمد صلي الله عليه وسلم
فيقول لهم مالك:' اما كان لكم في القرآن زاجر عن معاصي الله تعالى؟ '
فيقول مالك :
' يا نار خذيهم .'
فتقول النار:' كيف اخذهم وهم يقولون (لا اله الا الله ) ؟'
فيقول مالك:' نعم بذلك امر رب العرش '...
فتاخذهم فمنهم من تأخذه
الي قدميه ... ومنهم من تأخذه الي ركبتيه ... ومنهم من تأخذهم الى حقوبه ... ومنهم من تأخذهم الي حلقه ... فاذا اهوت النار الي وجهه
قال مالك:' لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا ولا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان فيبقون ما شاء الله فيها '
ويقولون:' يا ارحم الراحمين يا حنان يا منان '
·- فاذا انفذ الله تعالى حكمه.
قال الله تعالى يا جبريل ما فعل العاصون من امة محمد صلي الله عليه وسلم )
فيقول جبريل:' اللهم انت اعلم بهم فيقول انطلق فانظر ما حالهم '...
·- فينطلق جبريل عليه السلام الي مالك وهو علي منبر من نار في وسط جهنم .... فاذا نظر مالك
علي جبريل عليه السلام قام تعظيما له.
فيقول له جبريل:' ما ادخلك هذا الموضع ؟'
فيقول:' ما فعلت بالعصابه العاصيه من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم))؟'
فيقول مالك:' ما اسوء حالهم .
.. واضيق مكانهم ... قد احرقت اجسامهم ... واكلت لحومهم ... وبقيت وجوههم وقلوبهم يتلالاء فيها الايمان '
فيقول جبريل:' ارفع الطبق عنهم حتي انظر اليهم ' ...
·- قال فيأمر مالك الخزانه فيرفعون الطبق عنهم ... فاذا نظروا الي جبريل والي حسن خلقه .. علموا انه ليس من ملائكه العذاب .
فيقولون: ' من هذا العبد
الذي لم نرا احدا قط احسن منه ؟'
فيقول مالك:
' هذا جبريل الكريم الذي
كان ياتي محمدا بالوحي'
- فاذا سمعوا ذكر محمد صاحوا بأجمعهم:'أقرئ محمدا منا السلام وأخبره ان معاصينا فرقت بيننا وبينك .
. وأخبره بسوء حالنا '..
يتبع