الرجل المؤمن من ال فرعون هل تعرفوة

وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ 28

* وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ 30

* وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ 38

أخوتي في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما ذا تخطر ببالك حينما تلتقي بهذه الآيات في حوار طويل بين (فرعون - موسى - رجل مؤمن) في سورة (مؤمن أوغافر) ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ أوضح أكثر لماذا سميت السورة باسم (المؤمن) ماذا يريد ربنا عز وجل أن يقول لنا في هذه التسمية؟؟؟؟ لماذا سمي كل من موسى و فرعون باسمهم ولم يذكر اسم الرجل الذي يدافع عن موسى وهو يكتم ايمانه وقال عز من قائل (رجل مؤن أو الذي آمن) ونحن نعرف أن في القرآن وردت أسماء كثيرة أمثال (ميكائيل و جبريل و اسرافيل ومحمد صلى الله عليه وسلم من المعصومين و هارون و طالوت و لوقمان و و زيد والأنبياء كلهم من الأخيار و حتى الطيور والحشرة , فرعون و قارون و هامان و آزر و و و و من الأشرار) فلماذا لم يذكر أسم (مؤمن آل فرعون) وما العبرة في هذا ؟ ؟ ؟

يقول الله عز وجل (لقد كان في قصصهم لعبرة)

اراد الله سبحانه وتعالى في مثل هذه القصص أن يعلمنا أن نحيا و نسعى ونعمل من أجل أتمام الرسالة وأيقاظ الأمة دون التفكر في الصدارة والرياء والسمعة لا أحد يعرف من هو(مؤمن آل فرعون) و ما أسمه حتى يوم القيامة الذي قام بعمل أستحق أن يذكر في أقدس كتاب الله و أعظم معجزات النبي صلى الله عليع وسلم , قام بدفاع عن نبي من أنبياء الله (موسى عليه السلام) وهو في موضع تهم و على وشك أن يقتلوه , أمام أكبر طاغوت على وجه الأرض الذي قال لقومه (ما أريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد) و أعلن ربوبيته لقومه و قال (أنا ربكم الأعلى) ثم زداد كفرا و طغيانا فقال (ما علمت لكم من أله غيري) . . . ولو قرأنا تأريخ الأمم لوجدنا آلاف مؤلفة من الرجال و النساء يفتخر بهم التأريخ من قوة مواقفهم و عظمة شخصياتهم ولكن بقي (مؤمن آل فرعون) جنديا مجهولا , يذكر موقفه الى يوم القيام دون أسمه, ويريد الله عز وجل ان يقول لنا أبتعدوا من هذه المواقف التي تأكل الأعمال الصالحة كما تأكل النار الحطب الا وهي الرياء والسمعة والعمل من أجل الغير و ليس من أجل الله .

أخوتي الأحبة:

أن أمثال (مؤمن آل فرعون) كثيرة في القرآن منها (قصة أصحاب القرية و أصحاب الكهف و و و ) وفي عهد النبوة هناك آلاف من الصحابة والصحابيات نحن لا نعرفهم بأسماءهم بل بمواقفهم عرفوا.

الكلمة الأخيرة:

حاول واجتهد أن تعمل للأسلام دون الشهرة والرياء والسمعة واعلم أن في الأسلام لا تعطي الولاية لمن يطلبها .وكن اللبنة الأساسية للأسلام التي تقام على ظهرها بناء الأمة وهي غائبة أمام الأنظار ولا يلقى لها بالا في المجالس ودع الشكليات البناء ومظاهره لغيرك . لأن معيار دخول اللجنة هي الأخلاص في النية و ليست كمية في العمل و نوعية في المظهر . ولا تظن ان المشاهير يدخلون الجنة قبل الآخرين لأن (أكرمكم عند الله أتقاكم) .