نور الصباح عضو ذهبى
الابراج : عدد المساهمات : 142 نقاط : 5540 السٌّمعَة : 53 تاريخ الميلاد : 26/03/1984 تاريخ التسجيل : 05/12/2010 العمر : 40 الموقع : امام الكمبيوتر العمل/الترفيه : اللعب مع الاسود المزاج : عالى جدا
| موضوع: ازالة الظلم ج2 الأحد ديسمبر 05, 2010 7:19 pm | |
| [b][justify][quote]فيا معاشر المسلمين إذا عرفنا أن الظلم حرام وأنه لا يفلح الظالمون فلابد من إزالة الظلم والتقليل منه فما هي طرق إزالة الظلم؟
1- من أعظم وسائل إزالة الظلم هي الدعوة إلى العدل بالحكمة والموعظة الحسنة واللين في القول والفعل قال تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن وقال : ((إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله))[1].
وهكذا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يدعون أقوامهم إلى العدل وهو التوحيد بالحكمة والرفق، مهما ظلم وعتا أقوامهم، فهذا فرعون يطغى ويتجبر ويقتل بني إسرائيل بأنواع القتل قال تعالى: وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون لكن موسى وقومه قابلوا ذلك بالصبر الجميل حيث قال تعالى: قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين نعم إنها دعوة سامية فيها النور والحكمة وفيها الصبر مع القوة والأمل في الله تعالى.
2- من الوسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشرط الاستطاعة لقوله : ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) وإنما التغيير باليد يكون خاص بالدرجة الأولى للحاكم ويجوز لغيره إذا كان لا يؤدي إلى ضرر أكبر ولهذا قرر أهل العلم أن الأمر بالمعروف لا يكون إلا بالمعروف، والنهي عن المنكر لا يكون بالمنكر، وقالوا كذلك: من نهى عن منكر فعلم أنه سيؤدي إلى منكر أكبر منه فلا يجوز له النهي عن المنكر، وهذا يرجع إلى قاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد.
3- من الوسائل عدم الركون إلى الظالم لأنه سبب في انتشار الظلم قال تعالى: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار و ما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ولأن الركون إلى الظالم سكوت عن ظلمه.
4- هجر الظالم وعدم إعانته على ظلمه قال تعالى: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينّك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين .
5- الدعاء على الظالم والظلم بالزوال قال : ((ليس بين الله ودعوة المظلوم حجاب)) وكان الأنبياء إذا يئسوا من ظلم الظالمين دعوا الله قال تعالى على لسان نوح: رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا وهذا موسى يدعو على آل فرعون قال تعالى: ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم وكان النبي يدعو على المشركين من قومه كما في غزوة بدر الكبرى: ((اللهم عليك بقريش ثلاثاً.. )).
وختاما فلابد لكل إنسان من التوبة من الظلم كل الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وأعظم الظلم الشرك بالله وبعده ظلم العبد لأخيه الإنسان وقرر العلماء أنها لا تصح توبة حتى يرجع الحقوق إلى أصحابها، فإن لم يؤدها في الدنيا أداها في يوم القيامة بالحسنات لا بالدراهم والدولارات قال : ((أتدرون من المفلس؟، قال:المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصدقة ونسك ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وضرب هذا وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئات المظلومين فطرحت عليه ثم طرح في النار))[2].
1] متفق عليه.
[2] رواه مسلم.
| |
|